طائرة مسيّرة إسرائيلية تُلقي قنبلة قرب مزارعين جنوبي لبنان

طائرة مسيّرة إسرائيلية تُلقي قنبلة قرب مزارعين جنوبي لبنان
غارة إسرائيلية على لبنان - أرشيف

ألقت طائرة استطلاع إسرائيلية مُسيّرة، اليوم الأربعاء، قنبلة قرب مجموعة من مزارعي التبغ في بلدة عيتا الشعب، الواقعة في القطاع الغربي من جنوب لبنان، دون أن تُسجّل إصابات بشرية، وفق ما أفادت به "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية.

وأشارت الوكالة إلى أن الطيران المسيّر الإسرائيلي واصل تحليقه المكثف على علو منخفض فوق مناطق مختلفة من قضاء صور، في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة من الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة في الجنوب اللبناني خلال الأسابيع الأخيرة.

ويأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على غارة إسرائيلية مماثلة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنية في بلدة كفردجال بقضاء النبطية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، دون الكشف عن هويتهم رسمياً.

هجوم دموي

وتُعد هذه الضربة واحدة من أكثر الهجمات دموية في الجنوب اللبناني خلال الشهر الجاري، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى جولة حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، بعد شهور من الاشتباكات المتقطعة على طول الحدود المشتركة.

وبرّرت إسرائيل عبر متحدثين عسكريين هذه العمليات الجوية المتكررة بأنها تأتي في إطار "مكافحة البنية التحتية العسكرية لحزب الله اللبناني"، متهمة الحزب باستخدام المناطق الجنوبية كمنصة لإطلاق صواريخ واستهداف مواقع إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر 2024، لا تزال الغارات الجوية والانتهاكات البرية الإسرائيلية مستمرة، خاصة في المناطق الحدودية، وهو ما يُعد خرقاً مباشراً لبنود التهدئة، بحسب السلطات اللبنانية.

نقاط حدودية جنوب لبنان

وبحسب تقارير ميدانية لبنانية، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في خمس نقاط حدودية جنوب لبنان، في تحدٍّ لقرارات مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرار 1701 الصادر في عام 2006، والذي يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وضمان احترام السيادة اللبنانية الكاملة.

وتفاقم الوضع الأمني في الجنوب اللبناني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، إذ فتح حزب الله جبهة اشتباك جنوبية لدعم الفلسطينيين، ما أدى إلى موجات من القصف المتبادل، ونزوح آلاف المدنيين اللبنانيين من قراهم الحدودية.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، تجاوز عدد النازحين داخلياً من جنوب لبنان الـ90 ألف شخص، بسبب القصف الإسرائيلي شبه اليومي. كما تضررت عشرات المدارس والمنازل والمرافق الزراعية، ما عمّق من الأزمة الاقتصادية والمعيشية في الجنوب، خصوصاً مع اقتراب موسم حصاد التبغ.

دعوات لوقف التصعيد

في ظل استمرار الاعتداءات، تتعالى الدعوات من المنظمات الدولية والدول الكبرى، بما فيها فرنسا وروسيا، لضبط النفس وتفعيل المسارات الدبلوماسية، في محاولة لتفادي اتساع رقعة النزاع وتكرار سيناريو 2006.

لكن في المقابل، يرى مراقبون أن التوتر على الجبهة اللبنانية بات مرتبطاً عضوياً بالمسار السياسي والأمني في غزة وإيران، ما يُعقّد من فرص التوصل إلى تسوية مستقلة تهدئ الجبهة الشمالية للبنان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية